زيادة كبيرة على عدد قراء سورة الفاتحة في الملاعب الاوروبية
قد لا يكون الصيام طرق باب الملاعب الأوروبية خلال شهر رمضان الجاري بسبب سخونة المنافسات وقوة التدريبات التي تحتاج إلى بذل أقصى جهد ممكن من اللاعبين المسلمين مع أنديتهم الأوروبية فيضطرون إلى قضاء الصيام في فترات توقف الدوري، إلا أن عدد اللاعبين الذين يقرأون سورة الفاتحة في الأندية الأوروبية قد زاد بشكل كبير ولافت، خصوصاً في الأندية الكبرى في إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وكذلك في المنتخب الفرنسي في التسعينيات من القرن الماضي.بداية القرن الحالي لم يكن في المنتخب الفرنسي سوى لاعب واحد يقرأ سورة الفاتحة قبل بداية المباريات هو الجزائري الأصل زين الدين زيدان، واليوم رغم اعتزال زيدان، إلا أن المنتخب الفرنسي الحالي يضم خمسة لاعبين مسلمين يلعب ثلاثة أو أربعة منهم في التشكيلة الأساسية للمنتخب، وهم: صانع الألعاب فرانك ريبيري والمدافع اريك أبيدال (وكلاهما غيّر اسمه الأول إلى بلال). والمهاجم أنيلكا والنجمان الصاعدان سمير نصري وكريم بن زيما، وإذا كان الأخيران قد ولدا مسلمين لكونهما ينحدران من أصول مغاربية فإن ريبيري وأبيدال وأنيلكا اختاروا أن يكونوا مسلمين بعد أن وصلوا مرحلة النجومية وهم في مقتبل العمر في وسط أجواء الشهرة والأموال الطائلة التي قد تدفع الشاب المسلم أصلاً للابتعاد عن دينه، فما بالك بشباب ولدوا غير مسلمين وأمامهم كل مغريات الحياة واللهو والانفلات، لكنهم اختاروا الإسلام وحياة الالتزام التي باتت واضحة جداً على حياتهم اليومية ومسيرتهم في الملاعب وخصوصاً النجم أنيلكا الذي عاش حياة طيش وتمرد على الأندية والمدربين حتى بات غير مرغوب فيه رغم موهبته، فترك ملاعب فرنسا وإنجلترا وإسبانيا واحترف في تركيا حيث بدأ يتعرف تدريجياً على الإسلام، وزادت تلك المعرفة والقرب من الإسلام في زيارته إلى الإمارات قبل عدة سنوات وأدائه الصلوات في جوامع دبي وأبوظبي.
وكذلك زيارة أندية دبي وأبوظبي وهو يرتدي غطاء الرأس و«الكندورة»، ورغم الحملة التي شنتها بعض الصحف الفرنسية على أنيلكا بعد اعتناقه الإسلام، إلا أنه أصر على المضي في إسلامه الذي جعله يركز جهوده على التدريب واللعب فارتفع مستواه وأجبر مدرب المنتخب على إعادته، بل وجعله المهاجم الأساسي إلى جانب هنري وعلى حساب تريزيغيه هداف الدوري الإيطالي. كما رفع ناديه بولتون راتبه إلى 80 ألف جنيه استرليني (161 ألف دولار) أسبوعياً وهو أكبر بكثير من راتب زميله السنغالي حجي ضيوف الذي يمكن اعتباره نموذجاً سيئاً للاعب المسلم، حيث ولد لعائلة مسلمة لكنه يعيش حياة ماجنة ويكثر السهر في الملاهي الليلة ويهوى العلاقات النسائية مع فتيات الليل. وفي الدوري الإنجليزي الكثير من اللاعبين المسلمين من الدول العربية وفي مقدمتهم المصريان أحمد حسام «ميدو» في ميدلزبرة وحسام غالي في توتنهام والجزائري عامر بوعزة في فولهام والتونسي مهدي النفطي في بيرمنغهام حيث يلعب إلى جوار مواطنه راضي الجعايدي والتركي المسلم موزي عزت. وفي بورتسموث تألق السنغالي المسلم بابا ديوب والغاني علي سولي مونتاري، وهناك العديد من اللاعبين الشباب المسلمين الذين يحملون الجنسية الفرنسية مثل إسماعيل أبهو في فولهام والسنغالي حبيب باي ومواطنه عبدالله فاي في نيوكاسل وغيرهم الكثير من اللاعبين المسلمين من أصول ثنائي برشلونةالمسلم... بعد صدمة خسارة لقب الدوري الإسباني في الأسابيع الأخيرة للموسم عزز برشلونة صفوفه بعدد من اللاعبين الشباب ذوي المستوى البدني والفني المتميز، وكان من بين القادمين الجدد اثنان من اللاعبين المسلمين هما المدافع الفرنسي الصلب أريك أبيدال الذي اعتنق الإسلام بعد زواجه من فتاة جزائرية وأطلق على نفسه اسم بلال، والثاني هو لاعب الوسط العاجي العملاق يايا أو يحيى توريه وهو الشقيق الأصغر لقائد فريق أرسنال المدافع حبب كولو توريه الذي منحه مدرب أرسنال شارة القيادة لالتزامه وانضباطه وأدائه الرائع، وهي ذات الصفات التي يتمتع بها شقيقه يحيى والتي جعلت مدرب برشلونة يفضله على اللاعب البرتغالي ديكو الذي وجد نفسه جليس دكة الاحتياط ولم ينقذه منها سوى إصابة إيتو وتراجع مستوى رونالدينيو وبقي يحيى توريه اسياسياً يصنع ويسجل الأهداف. وفي الدوري الإسباني أيضاً يتألق الهداف المالي فردريك كانوتيه صانع إنجازات إشبيلية في السنوات الأخيرة، وصاحب الهاتريك في مرمى ريال مدريد في نهائي كأس السوبر الأوروبية ليكون من أبرز أهدافه الرائعة والحاسمة التي منحت إشبيلية لقب كأس الاتحاد الأوروبي في آخر سنتين ولقب كأس إسبانيا وكأس السوبر الإسبانية وقبلها كأس السوبر الأوروبية، ومعروف عن كانوتيه حرصه على أداء الصلاة في وقتها حتى لو كانت تسبق المباراة بدقائق، كما معروف عنه التزامه التام بالدين وبالأخلاق الحميدة التي تميز المسلمين الصادقين إفريقية وعربية وتركية، إلا أن أبرزهم على الإطلاق العاجي حبيب كولو توريه الذي يحمل شارة كابتن أرسنال. وفي فياريال يلعب التركي نهاد قهوجي لكنه ليس من اللاعبين البارزين الذين يفخرون بتحولهم للإسلام مثل أبيدال أو يكونوا نموذجاً للشباب المسلم مثل كانوتيه ويحيى توريه وإذا كان الدوري الفرنسي يغص باللاعبين المسلمين من أصول إفريقية ومغاربية، فإن الدوري الألماني يضم عدداً من اللاعبين الإيرانيين والأتراك والمسلمين وأبرزهم الشقيقان التوأم حميد وخليل التينتوب حيث يلعب الأول في بايرن ميونيخ والثاني في شالكة، فيما كان الإيراني علي دائي أبرز من يقرأ الفاتحة في الملاعب الألمانية قبل كل مباراة، وبعد كل هدف سواء مع هيرتا برلين أو بايرن ميونيخ، ولا يزال الإيرانيون يفخرون بوجود مهدي مهدافيكيا وهاشميان لكن أبرز لاعب مسلم في ألمانيا حالياً هو الفرنسي «بلال» ريبيري الذي أعرب في لقاء مع مجلة ألمانية عن شعوره بالفخر والاعتزاز لاعتناقه الإسلام، وأصبح منظراً شائعاً لعدسات الكاميرات رؤية ريبيري يقرأ سورة الفاتحة وسط الملعب قبل انطلاقة كل مباراة في تقرير تلفزيوني قال نجم الكرة المصرية أحمد حسن المحترف في صفوف أندرلخت البلجيكي أنه يصوم جميع أيام شهر رمضان وأنه في حال وجود مباراة أثناء وقت الإفطار أو حتى أثناء التدريبات المسائية يأخذ بضع تمرات لكي يفطر عليها، أما في التدريبات فإن مدرب الفريق يمنحه معاملة خاصة ولا يطالبه بأداء التمارين القوية تقديراً لصيامه، وهي بادرة طيبة من المدرب، علماً بأن الفريق يضم أيضاً المهاجم التركي المسلم سيرهات يقين.